Women & a River
نسوة ونهر
خمس أو ست نساء، ثمانية، تسعة، لالا، كُثر يا سيدي، لكن العدد ليس مهماً. يقفنَ هناك، على مبعدة من الكاميرات بحيث لن يلقط الزوم وجوههن، السر في المسافة يا سيدي، يعتقدن أنهن بعيدات عن الحدث، يعتقدن أنهن يجلسن على قارعة الطريق، والتاريخ، لا يعطين الأمر كبير أهمية. نسوة جالسات أمام براميل الماء والعصير، في انتظار لحظة فقط، يقترب فيها الموكب بما يكفي، ليرينه أمامهنّ هكذا. يجلسن هنا منذ ساعتين يا سيدي، إنهنَّ حتى لم يتذوقن العصير، "ذلك عصير الضيوف الذي لن يتذوقه سيد البيت حتى ولو ليرى مقدار السكر فيه"، سيأتِ الموكب من هنا، سيمرُّ على بُعد أمتار منهن، وسيغشاهن، يتأهبنَ لتلك الغشوة يا سيدي، يتأهبنَ للمس النهر، "ولا يَعرِفنَ أنّهنّ النهر". يُعِدن لفَّ تِيابهن مئة مرة، من القلق يا سيدي، من اقتراب الوقت. الموكب الذي ننتظره نحن بالبمبان .. هنَّ ينتظرنه بالماء والإعتذارات.
النص بواسطة:
وقاص الصادق